الأزهر وبيت العائلة.. ضمير الوطن وصوت الرحمة في مواجهة دعاة الكراهية
كتب مصطفى صلاح
حلقة برنامج “واجه الصحافة” التي تناولت دور الأزهر الشريف وبيت العائلة المصرية في دعم قيم التسامح والمواطنة، عكست المعنى الحقيقي للإعلام الوطني ودوره في بناء وعي جمعي يليق بمصر وتاريخها. ما قدمه البرنامج من مضمون فكري ومناقشات عميقة يبرز وعي الدولة المصرية بأهمية الإعلام كقوة ناعمة في معركة الوعي. بيت العائلة المصرية ليس مجرد كيان ديني أو رمزي، بل هو درع الوطن الروحي الذي يحمي نسيجه من محاولات الفتنة والانقسام. حين يجتمع الإعلام والدين والثقافة على مائدة واحدة، كما حدث في هذه الحلقة، فإن ذلك يعني أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح، مدركة أن بناء الإنسان هو أساس بقاء الوطن.
استضافة الدكتور مصطفى عبد الغني، أمين عام بيت العائلة المصرية ونائب رئيس جامعة الأزهر، جاءت في توقيت بالغ الأهمية، وسط صراعات فكرية ومذهبية تهدد استقرار الشعوب في المنطقة. الحلقة كشفت أن مصر تخوض حربًا فكرية بقدر ما تخوض حربًا أمنية، وسلاحها الأول هو الوعي والعقل المستنير الذي يعيد تعريف الانتماء والمواطنة. الأزهر وبيت العائلة ليسا مؤسستين منفصلتين عن جسد الدولة، بل هما جزء من ضميرها، صوت مصر حين تتحدث باسم الرحمة، ووجهها الإنساني حين ترد على دعاة الكراهية.
هذه الحلقة جسدت روح الدولة المصرية التي تسعى إلى صناعة التماسك الاجتماعي بالفعل والقدوة، لا بالشعارات. جهود بيت العائلة في المصالحات المجتمعية ومواجهة خطاب العنف تمثل الجبهة الهادئة التي تحمي الوطن من نار الفتنة قبل أن تشتعل. مصر، التي علمت العالم معنى الحضارة، لن تسمح بسرقة نعمة التعايش منها. المواطنة ليست شعارًا سياسيًا، بل عقيدة مصرية عاشت بها الأديان جنبًا إلى جنب منذ آلاف السنين.
الإعلام المصري، حين يتناول مثل هذه الموضوعات، يستعيد مكانته كـ”إعلام دولة”، لا مجرد ناقل للأحداث. حلقة “واجه الصحافة” قدمت نموذجًا للمهنية والالتزام الوطني، من خلال طرح الأسئلة الجريئة وتسليط الضوء على الدور الواقعي للأزهر وبيت العائلة في محاربة الفكر المتطرف. الوعي هو خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية، والمعركة الآن ليست في الميدان فقط، بل في العقول. هذه الحلقة تجعل من يشاهدها يدرك أن مصر تبني جيلاً جديدًا يعرف كيف يواجه التطرف بالفكر، ويحمي وطنه بالحوار لا بالعنف.
زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى روما، التي تزامنت مع عرض الحلقة، حملت رسالة عالمية مفادها أن مصر تقود معركة السلام من الداخل والخارج معًا. الأزهر هو ضمير الأمة وصوتها العاقل في عالم يموج بالكراهية. حلقة “واجه الصحافة” لم تكن مجرد برنامج، بل كانت بيانًا وطنيًا على لسان مصر، يؤكد أن بناء الوعي ليس ترفًا، بل ضرورة وجود. بيت العائلة المصرية هو المعنى الحقيقي للوطن حين يتسع للجميع.

 
		