غارقين ف بحر من الطين
بقلم / هاميس جمال .
من الطبيعى علينا أننا نعشق البحر و نحب فيه نهاره و سطوع الشمس على أمواجة ، و نحب فيه الليل و منظر النجوم المنثورة على سطحة الجميل و انعكاس القمر و هو بيحضن أمواجه الساحرة .
زى ما غنى لية الكينج محمد منير و قال ( أنا بعشق البحر ) .
روعة ألوانه مع أصوات أمواجه وهى زى الأطفال اللى بتجرى و تتسابق ورا بعضها من السعادة و النشوه النفسية ، مع صوت الضحكات وهى واصله لعنان السماوات .
بنستنى اليوم اللى نسافر فيه لأى مكان يتمتع بوجود شاطئ يضمه بحره الجميل .
بنجرى على أمواجه و نتمتع بيها أكتر وقت ممكن .
بنحكى ليه أسرارنا وأحنا مطمئنين جداً معاه أنه هيسمع حكاوينا من غير مقاطعة ، دة كمان هيفهمنا صح من غير ما نبرر أى كلام بنقوله ليه .
لكن حد فينا يعرف بحر الطين ؟؟
اكتشفت أن كتير مننا عايش و عايم جواه و بكل أريحيه للأسف !
بحر الطين اللى أقصده هو كل فعل غريب عننا بقينا نستمتع و إحنا بنسبح فيه .
بقينا نستمتع بالكدب ع الآخرين و إحنا شايفين ف عيونهم أنهم مصدقنا و واثقين فينا .
بنسبح و نتمتع و إحنا بنخوض ف سُمعة الغير و مبتسمين من غير أى إحساس و إنعدام تام للضمير .
بنسبح و مستمتعين وأحنا بندوس على مشاعر بعض .
إزاى فى مننا قابل على نفسه أنه يوجع غيره كدة .
بقينا نظلم و بضمير ميت !
نأكل حقوق الغير و عااااادى جداً بنتعامل على إنها حقوقنا إحنا .
بنقفل باب العطاء قدام كل محتاج .
بنقفل باب القلب و العقل قدام أى حد طالب مننا نصيحة ف مشكله مش عارف يحلها أو يأخد فيها قرار .
إتحولنا إلى أشلاء أرواح بسبب كلامنا عن الناس .
بقينا مرعبين و أشكالنا مخيفة من السواد اللى إنطبع جوه قلوبنا .
مبقناش عارفين بعض من كم الوشوش المزيفة اللى شايفنها .
فقدنا نصاعه القلوب و بياضها .
فقدنا النقااااء .
فقدنا المحبة ، و العرفان بالجميل و إسبدلناه بالمذله للآخرين .
صدقنا إننا آلهه ف نظر أنفسنا و ماشيين ندين ف طوب الأرض ، و نعلق مشانق لبعض .
و نسينا أننا بشر و لينا أخطاء إحنا نفسنا منقدرش نستحملها .
« ف يا آلهه أنظروا إلى أنفسكم أولاً ف مرآه الحياة ثم غوصوا فى بحار أنفس الآخرين » .
ف كل ساقى سيسقى بما سقى و لو بعد حين .
قانون الكارمة لا يرحم أحد مهما كان .
و قانون العدل الإلهي قائم من قديم الأزل إلى إنتهاء الازمنه .

